لا تخلو جلسة من جلسات آبائنا وجيراننا في المخيمات الفلسطينية من الحديث عن مغامراتهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وكيف كانوا يقضون أيامهم في غرف صغيرة مغلقة ، في داخلها يسكن عالم يختلف تماما عن عالمنا تسيره قوانين يضعها الاحتلال وقوانين أخرى يضعها كِبار الأسرى وقدمائهم أو حسب ترتيبات فصائلية معينة ، ولما كانوا يتحدثون عن أيام الإضراب الجماعي عن الطعام ، لم أكن أستطيع تخيل الفكرة وآلية الإضراب نظرًا لصغر سني وانعدام تجربتي مع الاعتقال وقتها ، وأكبر ما كان يخطر على بالي عند سماع مصطلح "الإضراب عن الطعام" هو تشبييه بصيام شهر رمضان.