تلاميذ غزة : بعد الحرب لن يتغير " الدرس " ؟!
بعيداً عن الأرقام التي تتحدث عن عدد الشهداء والجرحى من أطفال غزة وبعيداً عن تلك النداءات الحقوقية التي تتحدث عن انتهاك لحقوق أطفال غزة يعيش أطفال غزة حياة لا يعيشها غيرهم من الأطفال .
أطفال غزة عالم من الإصرار والتحدي والصبر كما هم عالم من الألم والمعاناة، في غزة بعد الحرب عاد الأطفال إلى حياتهم، ولكن ما حدث أثناء الحرب مهم ، فهنا في غزة لا تستغرب إذا وجدت طفلا يهوّن على أمه الفاجعة ويصبرها وآخر يحث أمه على المكوث في البيت لا اللجوء وإن كان وحيدها " المدلل " ، في غزة لا يخاف الصغار من هذا المكان المهدد بالقصف أو ذلك فتراهم يلعبون " البنانير " بجواره ، في عزة الحاجة طبيعية لأمن والسلام والطعام والدواء والترفيه ولكن ماذا يعلمنا صغار غزة من دروس الحياة ؟ ، سؤال يحاول " لها أون لاين " الإجابة عليه .. تابع معنا :ـ
أم أسامة فلسطينية عاشت طيلة حياتها في " العريش " وقبل عام وأكثر عادت لتقيم بغزة مع زوجها وأطفالها الأربع وعاشت في مخيم " جباليا " هذه الأم كان الحرب على غزة أول ما عاشت من المعاناة الخاصة بغزة رغم تواجدها في ظل الحصار ، كان أطفالها يستعدون للامتحانات بل توقفوا عن تقديمها بعد يوم واحد من بدءها ، عندما أعلنت وكالة الغوث " الأونروا " أنها ستحسب أيام الحرب كالإجازة فصلية علقت باللهجة المصرية :" أنا أعلم أن الإجازات لترفيه والراحة لا للحروب كما حدث لأطفال غزة " ، تحاول المرأة بكل جهد أن تزرع في أبنائها التحدي والصبر والقوة لتأقلم مع وضع غزة تقول :" يجب أن يكونوا كما أطفال غزة .. هؤلاء من نوع آخر من الأطفال .. سأفخر دائما أن أبنائي نشئوا بغزة "، طفلتها البكر تدعى " آلاء " بفضل الله الكريم وجهد والديها تمكنت من الالتحاق بالمنهج الفلسطيني الصعب والحصول على الدرجة الأولى في فصلها ، لكن والدها يقول أنه فرح أكثر بكونها تغيرت لتتحمل ما يتحمل صغار غزة ويصف صغاره بالأقوياء في الحرب وتحمل مآسيها ولكن بعد الحرب ماذا حدث تقول آلاء 8 سنوات :" أنا أحب غزة كثير وأتمنى أن أصبح كبيرة كي نقاتل اليهود .. ربنا ينصرنا عليهم " ، آلاء التي لا تخرج من باب البيت إلا وهي ترتدي الحجاب تضيف :" عندما عدت للمدرسة سمعت الكثير من القصص الحزينة وحزنت لكن أريد أن أصبح أقوى من هذا الألم لنكون أقوياء أمام اليهود أنا وأخواتي وأصدقائي وأقاربي ..هذا هو الصحيح ".
تغيرت الأحلام ولكن ..!
حلا طفلة في الفصل الأول فقدت والدها منذ خمس سنوات ، عندما قامت الحرب لجأت إلى بيت عمها وأمها وأخواتها لكن القصف أيضا لحق بهم ، تقول أمهم :" هي أصغر من لجأ إلى البيت لكنها كانت الأقوى، عندما كانت تسمع بكاء أختها أو بنت خالتها كانت تضحك عليهم وتطالبهم بأهمية عدم الخوف والصبر والصمود والحديث الجميل عن المقاومة " .
عادت حلا إلى المدرسة وخضعت للأسبوع " الترفيهي " الذي أقرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لتحسين نفسية أطفال غزة بعد الحرب ، وأيضا استلمت حلا 100 شيكل من وكالة الغوث كمساعدة مالية لتلاميذ غزة ، تقول لنا :" كنت أحزن على الأطفال الذين يستشهدون وأقول إذا استشهدت مثلهم فأنا سأذهب إلى أبي في الجنة وإذا لم استشهد فسأعيش لأكون طبيبة أعالج الأطفال أو مدرسة لأعلم الصغار أن لا يخافوا من اليهود " ، تتكلم حلا عن المقاومة بثقة كبيرة في أهميتها ودورها ولا تشك البتة في أنها قادرة على قتل اليهود دائما ، وتضحك حلا على الصغار الذين يبكون ويصرخون من القصف لكنها تأمل بأن يعيش رفاقها في أمن وسلام دائما حتى ينتهوا اليهود من بلادها .
بنت خالتها إيمان تخاف لكنها عادت بسرعة للتأقلم مع وضعها بعد الحرب واجتهدت في تجهيز الدفاتر للفصل الدراسي الجديد وهي فرحة بالإلغاء الامتحانات وتأمل بأن تكون في مستوى دراسي أفضل بعد الحرب ، وتقول أنها كانت تتمنى أن تكون " معلمة " قبل الحرب لكنها غيرت أحلامها الآن وستجتهد لتكون " أخصائية نفسية " .
أصحاب الإصرار
سطر أطفال غزة في الحرب أساطير من البطولة والشجاعة ، فسلاح الاحتلال " الأبيض " و " الأسود " لن يمنعهم من أن يلقوا بأجسادهم الصغيرة فوق جثمانين آبائهم أو أماتهم دون أدني اكتراث بترهيب الاحتلال لهم من الاقتراب من " الغوالي " ولن يرهب بالطبع أن يكونوا فوقهم أيضا " شهداء " .
ليس من الطبيعي أن تكون أمور الحرب " عادية " على النفوس فنقول أنها لن تتأثر ، لكنه من الطبيعي عند أطفال غزة أنهم يخرجون أقوى من الأول ، هذا ما تؤكده الآمال الجديدة التي خرجوا بها رغم الآلام والدماء، في مدرسة " الفاخورة " وتحديدا في الفصل الثامن الذي فقد خمسة تلاميذ منه اتفق الصغار أمامنا على حاجتهم لبعض الوقت كي يعودوا متوازنين إلى الدراسة و المتابعة والفهم والتحصيل، و تجاوب الصغار مع برنامج الترفيه " العلاجي " الذي أقامته المدرسة وان أصروا فيه عن الحديث عن الحرب بشكل أكبر .
ياسر عاشور 13 عام من العمر لكنه حديثه يؤكد أنه أكبر من سنه فقد تحدث عن الأمور السياسية وكأنه محلل تستضيفه قناة فضائية ، رأى ياسر في اللحظات الأولي للمجزرة أهوال ارتكبتها القذائف في أجساد الصغار والنساء الملتجؤون لمدرسته وكان حزنه كبير ، لكنه يؤكد أنه لن يتنازل عن أن يعيش الحياة بكل ما أوتي من قوة متثبتا بالإيمان والصبر والصمود، من الطبيعي أن ينسى ياسر كل معلومات دروس ما قبل الحرب فهو لن يستطع الإجابة على أسئلة بسيطة وجهت له اليوم لقياس القدرات من قبل مدرسه ، لكنه كما يقول :" سنبدأ من جديد وأقوى بإذن الله " لكن هل تغيرت أمنياته ؟ يقول ياسر الذي حرص على الصلاة في المسجد رغم تهديد المساجد بالقصف :" الحرب تُغير كل شيء .. لكن أدعو الله الكريم ليل نهار أن تغيرنا لما يحبه ويرضي لا العكس .. سأدرس في الجامعة الإسلامية التي قصفت ولا يمنعني هدمها من هدم هذا الحلم ".
بعيداً عن الأرقام التي تتحدث عن عدد الشهداء والجرحى من أطفال غزة وبعيداً عن تلك النداءات الحقوقية التي تتحدث عن انتهاك لحقوق أطفال غزة يعيش أطفال غزة حياة لا يعيشها غيرهم من الأطفال .
أطفال غزة عالم من الإصرار والتحدي والصبر كما هم عالم من الألم والمعاناة، في غزة بعد الحرب عاد الأطفال إلى حياتهم، ولكن ما حدث أثناء الحرب مهم ، فهنا في غزة لا تستغرب إذا وجدت طفلا يهوّن على أمه الفاجعة ويصبرها وآخر يحث أمه على المكوث في البيت لا اللجوء وإن كان وحيدها " المدلل " ، في غزة لا يخاف الصغار من هذا المكان المهدد بالقصف أو ذلك فتراهم يلعبون " البنانير " بجواره ، في عزة الحاجة طبيعية لأمن والسلام والطعام والدواء والترفيه ولكن ماذا يعلمنا صغار غزة من دروس الحياة ؟ ، سؤال يحاول " لها أون لاين " الإجابة عليه .. تابع معنا :ـ
أم أسامة فلسطينية عاشت طيلة حياتها في " العريش " وقبل عام وأكثر عادت لتقيم بغزة مع زوجها وأطفالها الأربع وعاشت في مخيم " جباليا " هذه الأم كان الحرب على غزة أول ما عاشت من المعاناة الخاصة بغزة رغم تواجدها في ظل الحصار ، كان أطفالها يستعدون للامتحانات بل توقفوا عن تقديمها بعد يوم واحد من بدءها ، عندما أعلنت وكالة الغوث " الأونروا " أنها ستحسب أيام الحرب كالإجازة فصلية علقت باللهجة المصرية :" أنا أعلم أن الإجازات لترفيه والراحة لا للحروب كما حدث لأطفال غزة " ، تحاول المرأة بكل جهد أن تزرع في أبنائها التحدي والصبر والقوة لتأقلم مع وضع غزة تقول :" يجب أن يكونوا كما أطفال غزة .. هؤلاء من نوع آخر من الأطفال .. سأفخر دائما أن أبنائي نشئوا بغزة "، طفلتها البكر تدعى " آلاء " بفضل الله الكريم وجهد والديها تمكنت من الالتحاق بالمنهج الفلسطيني الصعب والحصول على الدرجة الأولى في فصلها ، لكن والدها يقول أنه فرح أكثر بكونها تغيرت لتتحمل ما يتحمل صغار غزة ويصف صغاره بالأقوياء في الحرب وتحمل مآسيها ولكن بعد الحرب ماذا حدث تقول آلاء 8 سنوات :" أنا أحب غزة كثير وأتمنى أن أصبح كبيرة كي نقاتل اليهود .. ربنا ينصرنا عليهم " ، آلاء التي لا تخرج من باب البيت إلا وهي ترتدي الحجاب تضيف :" عندما عدت للمدرسة سمعت الكثير من القصص الحزينة وحزنت لكن أريد أن أصبح أقوى من هذا الألم لنكون أقوياء أمام اليهود أنا وأخواتي وأصدقائي وأقاربي ..هذا هو الصحيح ".
تغيرت الأحلام ولكن ..!
حلا طفلة في الفصل الأول فقدت والدها منذ خمس سنوات ، عندما قامت الحرب لجأت إلى بيت عمها وأمها وأخواتها لكن القصف أيضا لحق بهم ، تقول أمهم :" هي أصغر من لجأ إلى البيت لكنها كانت الأقوى، عندما كانت تسمع بكاء أختها أو بنت خالتها كانت تضحك عليهم وتطالبهم بأهمية عدم الخوف والصبر والصمود والحديث الجميل عن المقاومة " .
عادت حلا إلى المدرسة وخضعت للأسبوع " الترفيهي " الذي أقرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لتحسين نفسية أطفال غزة بعد الحرب ، وأيضا استلمت حلا 100 شيكل من وكالة الغوث كمساعدة مالية لتلاميذ غزة ، تقول لنا :" كنت أحزن على الأطفال الذين يستشهدون وأقول إذا استشهدت مثلهم فأنا سأذهب إلى أبي في الجنة وإذا لم استشهد فسأعيش لأكون طبيبة أعالج الأطفال أو مدرسة لأعلم الصغار أن لا يخافوا من اليهود " ، تتكلم حلا عن المقاومة بثقة كبيرة في أهميتها ودورها ولا تشك البتة في أنها قادرة على قتل اليهود دائما ، وتضحك حلا على الصغار الذين يبكون ويصرخون من القصف لكنها تأمل بأن يعيش رفاقها في أمن وسلام دائما حتى ينتهوا اليهود من بلادها .
بنت خالتها إيمان تخاف لكنها عادت بسرعة للتأقلم مع وضعها بعد الحرب واجتهدت في تجهيز الدفاتر للفصل الدراسي الجديد وهي فرحة بالإلغاء الامتحانات وتأمل بأن تكون في مستوى دراسي أفضل بعد الحرب ، وتقول أنها كانت تتمنى أن تكون " معلمة " قبل الحرب لكنها غيرت أحلامها الآن وستجتهد لتكون " أخصائية نفسية " .
أصحاب الإصرار
سطر أطفال غزة في الحرب أساطير من البطولة والشجاعة ، فسلاح الاحتلال " الأبيض " و " الأسود " لن يمنعهم من أن يلقوا بأجسادهم الصغيرة فوق جثمانين آبائهم أو أماتهم دون أدني اكتراث بترهيب الاحتلال لهم من الاقتراب من " الغوالي " ولن يرهب بالطبع أن يكونوا فوقهم أيضا " شهداء " .
ليس من الطبيعي أن تكون أمور الحرب " عادية " على النفوس فنقول أنها لن تتأثر ، لكنه من الطبيعي عند أطفال غزة أنهم يخرجون أقوى من الأول ، هذا ما تؤكده الآمال الجديدة التي خرجوا بها رغم الآلام والدماء، في مدرسة " الفاخورة " وتحديدا في الفصل الثامن الذي فقد خمسة تلاميذ منه اتفق الصغار أمامنا على حاجتهم لبعض الوقت كي يعودوا متوازنين إلى الدراسة و المتابعة والفهم والتحصيل، و تجاوب الصغار مع برنامج الترفيه " العلاجي " الذي أقامته المدرسة وان أصروا فيه عن الحديث عن الحرب بشكل أكبر .
ياسر عاشور 13 عام من العمر لكنه حديثه يؤكد أنه أكبر من سنه فقد تحدث عن الأمور السياسية وكأنه محلل تستضيفه قناة فضائية ، رأى ياسر في اللحظات الأولي للمجزرة أهوال ارتكبتها القذائف في أجساد الصغار والنساء الملتجؤون لمدرسته وكان حزنه كبير ، لكنه يؤكد أنه لن يتنازل عن أن يعيش الحياة بكل ما أوتي من قوة متثبتا بالإيمان والصبر والصمود، من الطبيعي أن ينسى ياسر كل معلومات دروس ما قبل الحرب فهو لن يستطع الإجابة على أسئلة بسيطة وجهت له اليوم لقياس القدرات من قبل مدرسه ، لكنه كما يقول :" سنبدأ من جديد وأقوى بإذن الله " لكن هل تغيرت أمنياته ؟ يقول ياسر الذي حرص على الصلاة في المسجد رغم تهديد المساجد بالقصف :" الحرب تُغير كل شيء .. لكن أدعو الله الكريم ليل نهار أن تغيرنا لما يحبه ويرضي لا العكس .. سأدرس في الجامعة الإسلامية التي قصفت ولا يمنعني هدمها من هدم هذا الحلم ".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
إرسال تعليق