عن القط المحظوظ "سمر"

30 سبتمبر 2014
عند الواحدة بعد منتصف الليل .. في آخر ليالي أيلول الذي كعادته يحمل لي السوء دائمًا أخبرني مؤنسي أنه حان وقت الفراق ... ببساطة هكذا ، ولما تساءلتُ عن السبب لم تقنعني حجته ، تمامًا كما لم أقتنع في أيلول السابق بصغيرة ملأت حجرات قلبي لكنها سرعان ما رحلت وتركت خلفها وأمامي هدايا القدر وأوجاع الذكريات وسهر ليالي ملأتها أمنيات كانت قد ذبحت قربانًا لعادات المخيم.


رسالة من برلين إلى غزة تبعها انقطاع للكهرباء وبداية هذه الكلمات السريعة لتدوين لحظة من الزمن توقفت هنا لتلتقط شهقتها الأخيرة في قلبٍ أتعبه الفراق تلو الفراق ، ألبوم الصور وضحكات القمر وحكايا السهر وألحانٌ كانت تعزفها قديستي على الوتر .. كلها توقفت في تمام الواحدة وخمس دقائق وخمسين ثانية.

أرجع وحدي أفتش في حكايانا الصامتة عن الغزل ومن يقدره ، الوجع ومن يستشعره ، الأمل ومن ينتظره ، اليأس متى نفقده ، الحبيب أين نجده ؟

لا أجد إلا أطنانٌ من الحياء تصارع على استحياء أرق الكلام وغزل اللّئام ، فترسل بابتسامة تمنحني الحياة وتدفعني للتجرأ أكثر على مغازلة من – أعتقد  أنه - يقدّر معنى الغزل ، ذلك الذي إذا انتهيت من الحديث معه أشتاقه وإذا صمت أشتاقه وإذا نام أشتاقه وإذا تحدث أشتاقه وإذا تبسم أذوب في اشتياقه ، ينام برفق على وسادة مازلتُ أحسدها لضمها جدائل شعر مخملية تلامس صدرًا بلوري رمادي اللون وتهدأ في سكون جسم حيرتني تكوينته المعمارية الغريبة التي تميتُ من استطاع النظر إليها.

يا حبيبتي
كُل الصباحات التي تبدأ بدونك لا أعترف بها ، فصباحاتي مؤجلة إلى أن تعودين ، وتعود العصافير تزقزق مسرعة إليك لتضع قبلتين على شفتي ذلك القط الشقي المحظوظ "سمر".


إرسال تعليق