العمل التطوعي من غزة إلى غزة

18 سبتمبر 2015
صورة تجمع فريق حملة الإحسان التطوعية في قطاع غزة

نزح فجر الأحد 20  يوليو   2014من استطاع الفرار من آلة الحرب الإسرائيلية إلى أماكن ظنوا أنها أكثر أمنًا ، كمدارس الأونروا ومستشفى الشفاء بغزة ، ولحق بهم ما تبقى من الأحياء ظهر ذلك اليوم بعد الهدنة الإنسانية التي استمرت لساعة واحدة بطلب من الصليب الأحمر الدولي.

بعد اكتظاظ النازحين في ساحات مستشفى الشفاء ومدارس وسط المدينة ، بدأ مجموعة من الأصدقاء التواصل فيما بينهم والتشاور لتشكيل فريق تطوعي عاجل يقوم بمساعدة من بقوا وحيدين في الساحات لا يحملون لهم ولأطفالهم إلا بعض الثياب الممتلئة بدخان القصف وكثير من الصبر وبعض ما تبقى من أمل ، وبعد يومٍ فقط تم تشكيل فريق شبابي تحت اسم "لنساعد غزة"  ليبدأ بجمع المساعدات من أصدقائهم وأقاربهم وأصحاب المحلات التجارية وبعض أهل المدينة الذين سلمت بيوتهم من القصف ويقدموها لأهل نفس المدينة الذين أكل القصف بيوتهم وسرق منهم أهلهم وألقى بهم وحيدون على الطرقات وفي الساحات.


 قاموا بإحصاء بعض العائلات المشردة وتسجيل احتياجاتهم وأماكن لجوؤهم ، ثم وزعوا عليهم ما استطاعوا توفيره من  إحتياجاتهم ، خلال أيام الهدنة كنت أزور الفريق وأمدهم ببعض أسماء العائلات المحتاجة ، وأكثر ما لفت انتباهي لهذه الحملة التطوعية العاجلة  أن مساعداتها لم تكن إعتيادية كالطعام مثلا ، بل تم التركيز على توفير متطلبات العائلات من الدواء والأدوات الصحية والأغطية وبعض الألبسة ، التنوع الذي تبنته الحملة والعمل الجاد والدؤوب من الأعضاء إضافة إلى الصدق في التعامل جعل هذه الحملة تحظى بتعاون كبير من الناس وازدياد المساهمين فيها لاسيما بعد أن بدأ الترويج لها من خلال موقعي تويتر وفيسبوك ، هذه الأمور جعلت  الحملة  تستمر إلى أن توقفت الحرب وبدأت الناس بالعودة إلى بيوتهم أو أماكن الإيواء المؤقت.

إضافة إلى هذه المجموعة نشط خلال العدوان الإسرائيلي عدة مجموعات مثل مجموعة "من غزة إلى غزة" التي كانت تحمل نفس الفكرة تقريبًا وتميزت بتوزيع وجبات من الطعام على النازحين لاسيما خلال شهر رمضان الذي تزامن مع العدوان ، ومجموعات أخرى كانت تعمل على الترويح عن نفسيات الأطفال الموجودين في مراكز الإيواء وممارسة بعض الألعاب الترفيهية معهم لمحاولة طمس بعض مما تركته صور الدمار وأصوات القصف في نفوسهم.

هذه المجموعات نشطت خلال العدوان بشكل مؤقت وبعضها انتهى بانتهائه ،لكن على الجانب الآخر يوجد في غزة الكثير من المجموعات التطوعية الأخرى التي تعمل بشكل مستمر، كحملة الإحسان التطوعية التي تتخذ من "حملة تطوعية لا يحدها العمل الإغاثي ولا تكبلها المأسسة والمال" شعارًا لها ويتكون فريقها من عدد من طلاب الجامعات الذين يستهويهم العمل التطوعي ، يقومون بحملات تطوعية دائمة تستهدف فئات مختلفة ، فينشطون في شهر رمضان لتوزيع الإفطارات على الأسر الفقيرة ضمن حملة "يلا نفطر سوا" وثم في الأعياد ضمن معرض "بسمة عيد" الذي يتم خلاله توزيع ملابس العيد التي جمعت من المحال التجارية والبيوت الميسورة  على العائلات الفقيرة ، وخلال المنخفضات الجوية ينشط الفريق لجمع الأغطية والألبسة من المحلات والأسر المساهمة وتوزيعها على الأسر التي تضررت من المنخفض كما حدث في ديسمبر 2013  وفروا الأغطية والألبسة لعدد كبير من العائلات ، وكما تحرص حملة الإحسان دائمًا على تنظيم فعاليات ترفيهية لأطفال مرضى السرطان في مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بغزة ، ومن الفعاليات الفريدة التي قامت بها الحملة هي توزيع هدايا من أهل غزة إلى الأسر السورية التي شردتها الحرب في سوريا إلى قطاع غزة خلال عيد الأضحى المبارك ، كما نظموا أخيرًا معرض للمشغولات اليدوية الفلسطينية في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة ولاقى إقبالًا من المواطنين وتم من خلاله مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة على تسويق منتجاتهم.


* هذه التدوينة مشاركة في مسابقة الصليب الأحمر الدولية عن العمل التطوعي.

إرسال تعليق